مراحل السقوط فى الإدمان
المرحلة الأولى : حب الأستطلاع ( الفضول )
المرحلة الثانية: التجربة
المرحلة الثالثة : طلب المخدر
المرحلة الرابعة : الإنشغال بالمخدر
المرحلة الخامسة : لا حياة بدون مخدر
لكى نستطيع فهم مخدومينا من الشباب ونكون أمناء فى خدمتنا لهم لابد أن نتفهم جيدا سيكولوجية هؤلاء الشباب مرورا بالمراحل المختلفة .
المرحلة الأولى : حب الأستطلاع ( الفضول ) :
عادة يشعر المراهق بتغيرات نفسية معروفة مثل حب الأستطلاع والثقة الزائدة بالنفس . فالمراهق يريد أن يختار كل شئ وأن يجربه وهذا سلاح ذو حدين أى أنه إن لم يوجه بصورة سليمة فالنتيجة الحتمية هى الإنزلاق إلى أنحرافات عديدة ... منها الإدمان ، ولثقة الإنسان الزائدة عن الحد يتصور أنه يستطيع أن يجرب ثم يتوقف .
ولكن هناك عوامل عديدة تساعد فى زيادة الفضول فى مجال المخدرات نذكر منها:
- وسائل الإعلام :
لقد أنطلقت وسائل الإعلام - منذ منتصف الثمانينيات - تتكلم فى كثير من برامجها عن الإدمان مما أثار
"
الإدمان يختار ضحاياه من المجربين
" |
رغبة المراهقين فى معرفة هذه المواد التى ظلت تتكلم عنها وسائل الإعلام سنوات عديدة .. كما أن الشباب يريد تذوق هذا الحلم الجميل الذى أدى إلى ضياع الملايين من الذين ادمنوه .. فالمراهق يثق فى أنه قد يستعمله مرة أو مرات قليلة ثم يتوقف .
كما أن معظم الأفلام المعلنة يظهر فيها البطل وهو من مدمنى التدخين أو الكحوليات .. ويظهر الفيلم أنه أضطر لذلك لأنه يمر بظروف صعبة ومعقدة .
وهذا ينطوى على مغالطة خطيرة .. إذ توحى للشاب أن الخلاص من المشاكل هو الهروب منها ومحاولة النسيان عن طريق المخدرات .. وهذا ليس فقط يشجع بصورة مباشرة على تجربة المخدرات بل أيضا يفسد شخصية الشباب ويوحى لهم بالهروب من المشاكل ومن ثم الاعتماد على المخدرات مما ينتج ضعفاً واضحاً فى الشخصية .
- الأسرة :
قد يكون المثل الأعلى للأسرة مدخناً أو متعاطي خمور ( حتى ولو كان بصورة غير منتظمة ) وهنا نقصد بالمثل الأب أو الأم أو أحد الأقارب .. لذلك نرى المراهق يستحل التجربة ولكن فى سن قد تكون مبكرة عن النضوج المفروض وقد يتطور ذلك إلى تكرار التجربة .. واعتماد الشخص فيما بعد على المخدرات .
وقد يكون فى الأسرة مرض الجفاف العاطفى .. أى أن الأسرة ليست لها المشاعر التى هى غذاء النفس...ولا التفاهم بين الأباء والأبناء الذى هو غذاء العقل والحماية لأفكارهم من التيارات المختلفه .. ولا الإرشاد الروحى أو المشاركة فى طقوس الكنيسة اللذان هما غذاء الروح وثباتها فى محبة المسيح. ولهذا نجد أن المراهق لا يجد للذته إشباعا فى الأسرة مما يؤدى به إلى البحث عنها لدى الأصدقاء .
- الأصدقاء " المعاشرات الرديئة تفسد الأخلاق الجيدة ":
ولكن عكس ذلك أيضا صحيح فإذا كان المراهق يجد لذته فى أسرته فإنه حتما سيكون غير مرتبط بأصدقائه بالصورة التى تتيح لهم فرض سيطرتهم عليه .. أو إرغامه على إرتكاب أفعال لا يريدها أو يقرها .. ولكن كلما ضعفت الروابط الأسرية " سفر أحد الآباء - الإنفصال - عدم تفهم الأباء للإحتياجات النفسية للمراهقين من أبنائهم " ازدادت فرصة المراهق فى الخضوع لأصدقائه فى رغباتهم الخاطئة .
"
"تشبهون قبورا
مبيضة تظهر من خارج جميلة، وهي من داخل مملوءة
عظام أموات وكل نجاسة" (مت27:23)
" |
فمن أهم الموضوعات لدى المراهق موضوع الشخصية .. وإذا أتهم من قبل الأصدقاء بأنه ذو شخصية ضعيفة أو تابعة لأهله، قد يرتكب أموراً لا يقرها هو .. ولكن فقط للهروب من الأحساس بالضعف تحت تاثير أقرانه .
- شيوع الحل الكيميائى :
هناك حل كيميائى ( عقاقير ) لكل مشكلة : الحرارة المرتفعة - الكحة - الألم فلماذا لا يكون هناك أيضا حل كيميائى للحزن والضيق .. أى أن الغاية تبرر الوسيلة .. مفهوم خاطئ لكنه قد يتبادر الى ذهن المراهق .
المرحلة الثانية: التجربة :
التجربة الأولى عادة "عزومة "وقبول بعد ألحاح طويل. النتيجة للتجربة الأولى عادة سيئة للغاية ولكنها تنجح فى كسر حاجز الخوف بين الأنسان والمخدر ولهذا تتكرر التجربة مرة ومرات وفى كل مرة يقتنع الإنسان "أن لا ضرر من التعاطى البرئ .. ولا يدرك أنه بدأ فى الأنزلاق فى سلم الإدمان، إذن " الإدمان يختار ضحاياه من المجربين".
المرحلة الثالثة : طلب المخدر :
يمر الإنسان عادة بمشاكل كثيرة تتفاوت فى شدتها وتتكرر يوميا . وعندما يصل الإنسان فى التجربة إلى الحد الذى يعتمد فى إجتياز الأزمة النفسية على المخدر الذى " يساعد على النسيان " وهنا يعتمد الإنسان " إعتماداً نفسيا "على المخدر. ويتكرر الطلب لتكرار المشاكل .. ويبدأ تعاطى المخدرات المتكرر فى خلق مشكلة إعتماد خلايا الجسم على المخدر ولهذا يشعر بما يسمى " بأعراض الإنسحاب " وكلما يقل تركيز المخدر بالجسم يدفع ذلك الإنسان للتعاطى مرة أخرى .. وأخرى .. حتى يتحاشى أعراض الإنسحاب (الأعتماد العضوى).
المرحلة الرابعة : الإنشغال بالمخدر :
تصبح حياة الإنسان سلسلة من البحث عن المادة اللازمة لجرعة المخدر القادمة .. فهو لا ينام إلا بعد ضمان جرعة الصباح الباكر .. ولتدبير المادة اللازمة قد يتصرف الإنسان بصورة خاطئة ( كذب - سرقة - نصب - إحتيال )ويتعرض لمواقف صعبة .
وتتغير حياة الإنسان فهو غير مهتم بمظهره العام .. ولا يود أصدقاء الدراسة أو العمل.. ويتدهور الإنسان ويصاب باليأس والأكتئاب ويفكر فى الإنتحار ، كل هذا وهو مازال فى دوامة المخدرات " عبودية المخدرات".
المرحلة الخامسة : لا حياة بدون مخدر :
هنا يتعاطى الإنسان المخدر ليس للسعادة ولكن لمجرد أن يستطيع أن يحيا حياة طبيعية ويزداد التدهور، وهنا أما يعالج أو يدمر ذاته نهائيا .. سجن أو موت .
أخيرا فالسقوط فى الإدمان يعتبر كالوقوف على سلم كهربائى لا تستطيع أن تتنبأ بسرعة إنتقاله بين المراحل المختلفة بل ولا يشعر الإنسان بأنه قد بذل جهداً خاطئا للتدهور من مرحلة إلى أخرى.
لذلك فخطورة المرحلة الأولى أنها تبدو بريئة ولكنها قد تودئ إلى المرحلة المتأخرة "تشبهون قبورا مبيضة تظهر من خارج جميلة، وهي من داخل مملوءة عظام أموات وكل نجاسة" (مت27:23).
كما يجب التنويه أن سرعة الإنتقال بين المراحل يتوقف أيضا على نوع شخصية الإنسان ونوع المخدر الذى يستعمله .
عودة
|