مقالات علمية ( تدخين التبغ )

التدخين والجنس   

1- بالنسبة للرجل

( ظلت وسائل الأعلام لــزمن طويــل تبرز التدخين في صـورة جذابة مبهــرة، فهو علامــة على اكتمال الرجولة ونضج الشخصية والصلابة في مواجهة الشدائد. ولم تدخر شركات السجائر وسعا في الإعلان عن إنتاجها والترويج له في صورة تسحر عقول الشباب حتى تسقطهم في حبالها )

والسؤال الآن هل التدخين يمكن أن يؤثر على الحياة الجنسية؟

في الحقيقة أن التدخين له تأثيـر سلبي على القدرة الجنسيــة والقدرة على الإنجــاب وهنــاك بعــض الأبحاث والدراسات قام بها الباحثــون حول هذا الأمر أجمعت بما فيه الكفاية على تأثير التدخين الضــار على الناحية الجنسية سواء من حيث الرغبة الجنسية أو من حيث القدرة الجنسيـة أو القـــدرة على الإنجاب وتشير الدراسات إلى تأثير التدخين على كل من:

أ- الانتصاب :

    قد يؤثر التدخين على القدرة على الانتصاب لدى الرجل، إذ يرتفع معدل هرمـون النورادرناليــن بالدم مع التدخين، نتيجة لتأثير مادة النيكوتين على الجهاز العصبي السمبثاوى، مما يحــدث نوعا من الارتخاء يصاحبه ارتفاع في الضغط وتوتر ورعشة في اليدين وازدياد عدد ضربات القلب وجميع هذه الأعراض تؤثر في المدخن وقد تفقده الرغبة في ممارسة الجنس.

 القدرة الجنسية :

    بالإضافة إلى ذلك فان ضعف كفاءة الرئتين عند المدخن يجعله سريع (النهجان) والفتــور مما يضعف من قدرته على مسايرة النشاط الجنسي وتحمل أعباء المعاشرة الجنسية.

   علاوة على أن أثار التدخين القبيحة كاصطباغ الأسنـان بلون القطــران، ورائحة النفس المنفــرة تقلل من الجاذبية الجنسية للشخص المدخن.

ب- البروستاتا:

وبالنسبة لأثر التدخين على البروستاتا في المدخنين، نجد انه لم يثبــت بصفـة قاطعــة وجــود علاقــة بينهما وان كان بعض العلماء قد لاحظ زيادة تضخم البروستاتا في المدخنين مما قد يؤدى إلى انحبــاس البول وحدوث التهابات في مجرى البول. كما أن تضخم البروستــاتا قد يمهد لظهــور ورم ســرطاني بهـا يستوجب استئصاله جراحياً.

   سرطان المثانة والبروستاتا:

   لقد أظهرت العديد من الدراسات التي أجراها الأخصائيون والباحثون أن هناك علاقة هامة بين تدخين السجائر والاستنشاق لدخناها وسرطان المثانة ( للرجال فقط ) كما ثبت في بعض تلك الدراسات وجود صلة بين التدخين وسرطان البروستاتا أيضا.

جـ- الحيوانات المنوية :

  أثبتت بعض الدراســات أن التدخين يؤثر على الحيوانــات المنويــة، إذ انه يقلل من عددهــا ويحد من

  قدرتها على الحركة والمناورة التي تمكنها من تلقيح البويضة. وقد أشارت هذه الدراسات إلى احتمال أن يكون للنيكوتين تأثير سام على الحيوانات المنوية.

  ويعلق دكتور ( جوستريان ) على هذة الناحيــة قائلا : أن التأثيــر الضار للتدخين على حيوية الحيوانات

  المنوية تأثير مؤقت أي يزول عن المدخن بعد الإقلاع عن التدخين، فبعد حوالي 6 – 10 أسابيــع تعود  الحيوانات المنوية لطبيعتها.

2- بالنسبة للمرأة

( يحاول منتجو السجــائر من خلال إعلاناتهــم أن يظهـــروا أن السيــدة المدخنــة تتميز بنصيــب وافــر من الجاذبية الجنسيــة، ويصفونها بالتحرر والطمــوح والانطلاق، ويحاولون بكل وسائل الخداع جذب اكبر عدد ممكن من السيدات بدعوى أن التدخين يعالج السمنــة ولكن الحقيقــة ان التدخيــن لة مســاوى عديدة بالنسبة للمرأة ).

أ- الرغبة الجنسية لدى المرأة :

  أن تأثير التدخين على الرغبة الجنسية للمرأة كان مثــار اهتمــام كثير من العلمــاء والباحثيــن. ورغـم صعوبة الحصول على معلومات وإحصائيات دقيقة أو نتائج موثوق  بها يمكن تعميمها في هذا الموضوع، فان البيانات المتوافرة تشير إلى أن التدخين المستـمـر يقلل في كثيـــر من الأحيــان من رغبة المــراة الجنسية وخاصة في السيدات المدخنات لشيشة ( النرجيلة ) والجـوزة وقد أكدت الدراسات المختلفة أن التدخين يصحبه جفاف المهبل، مما قد يفسر كيفية تأثيره على مستــوى الاستجابة الجنسية في المرأة.

ب- خصوبة المرأة:  

  تشير الدراسات إلى أن التدخين يقلل من الخصـوبة المــرأة. فقد ثبت انخفــاض قدرة المرأة المدخنة على الإنجاب بواقع 50% بالمقارنة بمثيلتها غير المدخنــة وقد أعطى بعض العلمــاء تفسيرات مختلفة لذلك منها:تأثيره على

1- المبيض: فالتدخين له أثارة الضارة على المبيض إذ قد يقلل من إفراز البويضات.

2- البويضات: أحيانا يؤثر في قدرة البويضة المخصبة على التعــلق بجــدار الرحم.

 3- الحمل خارج الرحم: تزداد حالات الحمل خارج الرحم مع التدخيـن وتصاحبهــا عادة مضاعفــات والآم مبرحة تتشابه مع الآم التهاب الزائدة الدودية وتحتاج للتدخل الجراحي العاجل.

4- هرمونات الأنوثة :

كما أشارت بعض الدراسات إلى أن مركب البنزوبيرين الذي يدخل في تركيب مادة القطران في السجائر قد يحدث خللا في هرمونات الأنوثة. ويقلل من معدل إفرازها مما يؤثر على درجة الإخصــاب في المرأة المدخنة ويضعف من قابلية البويضة فيها لعملية التلقيح وبالتالي تتضاءل فرصة تعرضها للحمل.

جـ- الدورة الشهرية:

ومن ناحية أخرى فقد ثبت أن التدخين يؤثر على انتظـام الدورة الشهريــة فى المرأة ويختلــف ذلك من مدخنة لأخرى. فبعض المدخنات يزداد لديهن الحيض والبعـض الأخر يحدث لهن العكـس. كما يقل انتظام مواعيد الدورة الشهرية نتيجة الانعكاســات النفسيـة كما تؤثر تأثيــرا نفسيا مباشرا على فسيولوجيــة الدورة.

ء- الإمراض التناسلية:

ومن أثار التدخين الضارة على المرأة، ما لاحظه بعض العلماء من زيادة التهابات المهبل وعنق الرحم في المدخنات وكذلك شيــوع الإمــراض التناسليــة فيهن بالمقارنـة بغير المدخنــات ( تريكوموناس والتهابات المبيض، وأنابيب فالوب ) ويعـزو العلمــاء ذلك إلى أن التدخين يقلل من مناعــة الجسم ضد الميكروبات، وان النيكوتين بالذات له اثر سام على الغشاء المخاطي للجهــاز التناسلي الأنثــوي مما يجعله عرضــة للالتهابات المتكررة.

هـ- السرطان:

كذلك لوحظ زيادة معدل سرطــان عنق الرحــم وسرطــان المبيـض في المرأة المدخنة، وتشير التقاريـر الطبية إلى أن الإقلاع عن التدخين يقلل من الإصابة بهذين النوعين من السرطان ويحد من خطورتهمـا.

وقد يكون من المفيد أن نتعرف على بعض التجــارب العلميــة التي توضــح التأثير الضار للتدخيــن على الناحية الجنسية:

1- حقنت بعض فئران بمقادير بسيطة من النيكوتين فارتفعت نسبة العقم فيها ارتفاعا ملحوظــا. وحتى من قدر لها أن تنسل منها ظهر العقم في سلالاتها بعد ذلك.

2- ذكر ( جاكمار ) أن احد موظفي فابريقات التبغ التابعة للحكومـة الفرنسيــة أصيــب بالعجز التــام عن الجماع فلما استقال من وظيفته وانقطع عن التدخين عادت إليه قواة الجنسية.

3- لوحظ أن أكثرية من يشتغلون في مصانع الدخان يحدث لهم أنواع مختلفة من الضعف التناسلي – وبعضهم إذا انسلوا أطفالا – تموت ذريتهم في مستهل حياتها.

4- ثبت أن النساء المشتغلات بمصانع التبغ – إذا قدر لهن الحمل – يلدن غالبا قبل الميعاد – أو يحصل لهن ( السقط ) الإجهاض.

ونكتفي بهذه التجارب العلمية ونختمها بجملة ( جوتكور ) التي قالها في هذا الصدد " توجد عداوة بين المرأة والتدخين. فمن أحب طرفا منها فقد أضاع الطرف ".    

 

عودة