التقى كاهن بأرض المهجر بأحد أولادة الروحيين، وكانا يتحدثان معا كعادتهما عن عمل الله ورعاية لنا روحيا وجسديا. في الم ذكر الأخ للأب الكاهن حالة شاب قد انجرف في الخطية، واستعبد تماما لإدمان الخمر، يقضى حياته في الملذات.
استرجع الأخ حياته الماضية، وأدرك كيف انتشلته نعمة الله خلال جلسات هذا الأب الروحية، تذكر كيف كان في الماضي يظن انه لا توجد قوة تقدر أن تحرمه من لذة الخطية، وليس سعادة تضاهى حياة الحرية. يفعل ما يشاء بلا تأنيب ضمير ولا تبكيت للنفس. لكنه الآن أدرك واختبر بحق انه ليست حرية إلا خلال ممارسة البنوة لله، وليست لذة أعظم من حلاوة الوجود مع الله، ولا قوه مثل الغلبة على الشر واختبار الطهارة.
سأل الأب الكاهن هذا الأخ التائب أن يقوم بزيارة للشاب الساقط في الشر، ويتحدث معه عن محبة المسيح له وثمر التوبة. لكن الأخ شعر أنه ليس مستحقا لهذا العمل، لأنه حديث في حياه التوبة.
اعتذر للأب قائلا له: " أنني اعلم ضعفي وخطاياي، فكيف الحدث الاخ عن التوبة؟"
لكن الأب في دالة الحب سأله أن يذهب ، موكداً له أن يد الله تسنده، قائلا له: " أنة لا يليق بنا أن نقف مكتوفي الإيدى أمام نفس يهلكها العدو وتستعبدها الخطية. فإننا أن كنا قد اختبرنا حب الله لنا إلا يليق بنا أن نسند الآخرين ليختبروا عمل الله فيهم؟!"
في طاعة سال الأخ أباة أن يصلى من أجلة، وذهب إلى الشاب وهو لا يعلم ماذا يقول أو بماذا يتكلم.
حديث صريح:
قرع الأخ الباب،وإذا بسيدة تفتح له سألها عن الشاب فاعتذرت أنة ليس بموجود. اخذ الأخ أنفاسه فقد كان لا يعرف أن يتصرف مع الشاب، وهم عائدا إلى سيارته، وهو يقول:
" أشكرك يارب ، فانك تعلم أنى غير مستحق أن أتحدث عنك مع الآخرين "
أنت تعرف خطاياي.
أنا لا اعرف ماذا أقول.
أنا لم أجدة. لكن أنت تقدر أن تجده، وتقدر أن تدخل قلبه، وتتحدث معه.
عاد الشاب إلى بيته فأخبرته والدته أن الأخ ( فلان ) قد جاء يسال عنه. وإذ عرف أنة لم يترك رسالة ارتبك، ظانا أن في الأمر شيء عاجل فان هذا الأخ لم يزره قبلا، وليست له دالة لديه.
أسرع الشاب إلى بيت الأخ وهناك تقابل الاثنان، فبدا الأخ يحدثه عن محبة الله المعلنة على الصليب، وأوضح له كيف كان يعيش قبلا في الخطية، حاسبا نفسه أنة اسعد من كثيرين، أما الآن وقد عرف الشركة مع الله تشمئز نفسه من حياة الشر.
وبعد حديث طويل بدا الشاب يبكى بدموع غزيرة، عندئذ اتصل الأخ بالأب الكاهن تليفونيا يسأله أن يترك كل زياراته ويغلى كل مواعيده ويحضر. وبالفعل جاءه الكاهن واخذ الشاب يعترف بدموع.
كان الكاهن في لطف يطمئن الشاب ويملاه رجاء في المسيح يسوع غافر الخطية ومنقذ النفس من الفساد. وبعد أن استراح الشاب تماما، بدا الكاهن يكشف له عن حيل الشيطان وخداعاته، محذرا إياه بان الحرب ستزداد قوة، خاصة فى الفترة الأولى، فان غلب يسترح كثيرا. وقد الشاب الأب الكاهن إلا يشرب خمرا مطلقا، إذ هي الطريق المؤدى لكثير من الخطايا.
زجاجات تتحرك
عاد الشاب إلى بيته ودموعه على خديه، فقد امتزج فرحة بالبداية الجديدة بدموع التوبة والشعور بالندم. وفى الليل بدا شوقه لشرب الخمر يتزايد في عنف شديد، لكنة فى قوة كان يردد: لقد وعدت أبى الكاهن إلا اشرب! بل وضعت في قلبي أنى بنعمة الله لن اشرب!
بعد صراع ليس بقليل، نام الشاب، وفجاه وجد باب حجرته ينفتح. ورفع الشاب الغطاء عن وجهة وفتح عينية ليرى من الذي يقتحم حجرة نومه، وكانت المفاجأة أن زجاجات ضخمة من الخمر تتحرك بسرعة نحوه.
" قم اشرب! " هكذا خرج الصوت يدوى من الزجاجات بعد أن اقتربت إليه بجوار رأسه.
صمت الشاب قليلا فتكرر الصوت: أنى أقول لك" قم اشرب".
أجاب الشاب: لقد وعدت أبى الكاهن إلا اشرب.
- قم اشرب.
- لقد وعدته إلا اشرب.
- لكنني آمرك أن تشرب.
- لن اشرب.
وإذ صمم الشاب إلا يشرب انفجرت الزجاجة الأولى وخرج منها شبح اسود في حالة غضب شديد، يقول له : " قم اشرب".
أجاب الشاب في إصرار أنة لن يشرب.
وإذ ألح الشبح رشم الشاب علامة الصليب، وهو يقول:" بنعمة ألهى لن اشرب". للحال صرخ الشبح واختفى.
قام الشاب وقد شعر بلذة النصرة التي له في المسيح يسوع، وأدرك قوة الله التي تسند التائبين، ولم يقدر إلا أن يتصل بالكاهن تليفونيا يخبره بما رأى، فشجعه الكاهن، وصار يسنده بكلمات الله المملوءة رجاء.
المصدر: كتاب قصص رمزية قصيرة ( القمص تادرس يعقوب ملطى )
الجزء الثاني قصة رقم 255
عودة
|