نشأت فى
أسرة فقيرة ليس ماديا فقط و لكن ( للأسف الشديد ) ثقافيا
واجتماعيا وأنعم الله عليها بقدر كبير من الجمال ولكن
للأسف أيضا فقد كان هذا دافعا للأسرة لتضييق الحصار عليها
ومنعها من الخروج بل و إساءة معاملتها أيضا بحجة الخوف
عليها من الآخرين .
وقد كان
والدها مشغولا عن البيت بعمله ويقول لهم أنه لكي يزيل تعب
العمل لابد أن يذهب للمقهى ليرخى أعصابه هناك وفى الأوقات
القليلة التي تتبقى من اليوم يرجع إلى البيت ليوجه إليها
شكوكه ثم يعقب ذلك بسبها دون أي أسباب واضحة لذلك .
أما أمها
فقد كانت تخيفها من جمالها و من الناس وخاصة الشباب
فالجميع يترقبون الفرصة ليفتكوا بها حتى أصبح جمالها هو
سبب نقمتها وليس هو نعمة أعطاها الله لها .
وبعد أن
انهت دراستها المتوسطة وبدأت تخرج للعمل وتختلط بالناس
انبهرت بهذا العالم الذي لم تألفه و المستويات الاجتماعية
التي كانت تسمع عنها فقط و وصلت الى أذنيها كلمات الأطراء
و الأعجاب والمديح و هي التي كانت لا تسمع إلا السب و
التقريع وبدأت تحس أن هناك من يقدر هذا الجمال ولم تجد
أحدا في أسرتها ليسمعها أو يفسر لها هذا التناقض الغريب
في الإحساس بالجمال فقررت ألا تسأل عن تفسير أو تبرير ولكن
لتمارس حياتها بشكل جديد فبدأت بالخروج مع زميلاتها
وزملائها في العمل دون علم الأسرة و أضطرت إلى الكذب و
المرواغة في تبرير تأخرها عن الحضور للمنزل وكثيرا ما
تحججت بطول وقت العمل و الحاجة إلى زيادة الدخل و قصرت
الأسرة اهتمامها علي الجزء الذي تشارك به ابنتهم فى
مصروفات المنزل ولم تعطي اهتماما لتغير أسلوبها أو شكلها
أو عاداتها أما هذه الأبنة فأنهمكت في صالات الديسكو
وتعاطى الخمور ثم الأقراص المخدرة وعندما تساءلت الأسرة
أخيرا عن سبب هذه التغيرات أجابت ببساطة أنها طبيعة عملها
التي تقتضي أن تكون جذابة و اجتماعية وما إلى ذلك .
وتحت ضغوط
الأسرة التي بدأت تطالبها بالمقابل بدأت تفكر فى كيفية
إسكاتهم ووجدت أن أيسر طريقة تناسبها في هذا الوقت هي أن
تبيع جسدها و قد كان و استمرت على هذا الحال فترة من الزمن
و لم تتنبه الأسرة الى ذلك فقد أعماهم المال عن كل شيء .
وفى أحد
الأيام تقابلت مع إحدى صديقاتها القدامى وجلستا تتحدثان عن
الماضي و الحاضر و ماذا عملت الأيام بكل منهما و اكتشفت أن
صديقتها قد تزوجت وأعطا الله ابنا وتقوم هي وزوجها ببعض
الأعمال المتوسطة و لكنهم سعداء للغاية بحياتهم البسيطة
ويعيشون في سلام داخلي وخارجي برعاية الله دون خوف أو قلق
أو اضطراب فرجعت لبيتها حزينة و أمضت ليلتها تبكي بكاء مرا
فقد تذكرت براءتها الأولى و علاقتها بالكنيسة التي كانت
تعزيتها الوحيدة فدى حياتها السابقة وعملت نعمة الله
داخلها و قررت أن ترجع إلى الكنيسة لتطلب المساعدة و أنهت
كل علاقاتها المشبوهة و بدأت مشوار العلاج الذي تركز في
بدايته على تخليصها من أثر المخدرات و أخذت بعدها تخطو
خطوات جادة في تكملة رحلتها في حياتها الجديدة .
عودة
|