أسباب مرضية للإدمان

بدأ ( س ) حياته بداية عادية و استمرت أحواله في استقرارها حتى كانت البداية عند بلوغه الخمسين فقد اكتشف إصابته بمرض السرطان و بدأ رحلة  طويلة مع العلاج و لكن نظرا لحساسيته الشديدة لكثير من العقاقير الطبية قرر الأطباء اعطائه حقن البيثيدين وحين وجد أنها قد اسكتت عنه الآمه قرر أن يتدخل في العلاج و يعارض رأي أطبائه المعالجين و يزيد من الجرعات دون  مشورة و أستمر على ذلك حتى بدأ زملاؤه يلاحظون أنه كثيرا ما يفقد أعصابه و لا يثق في أحد و أصبح أهماله في عمله هو صفته الغالبة حتى حول إلى تحقيقات داخلية كثيرة .

في نفس الوقت بدأ ابنه الطالب بكلية الصيدلة يلاحظ هذه التغيرات ولكن بشك وريبة حتى أدرك ما يعانيه والده فقد أصبح مدمنا لهذا العقار و عندما اهتزت صورة الوالد أمام أبنائه قرر أعمامهم  الضغط عليه لبداية مشوار العلاج فأصر أولا أن يحاول بنفسه و نجح في التوقف لمدة شهر واحد ولكن في نهايته خارت  قواه ورجع إلى حالته الأولي إن لم يكن أسوأ فترك أولاده المنزل و لجأوا لأقاربهم حتى لا يروا والدهم في هذه الصورة المهينة و تحت كل هذه الضغوط وافق الأب على العلاج و لكن دون اقتناع حقيقي و إنما إرضاء لابنائه  وعند بداية العلاج وفى جلساته الأولي أحس بظهور عمل الله معه وبدأ يغير نظرته لنفسه و لأسرته و لعملية علاجه نفسها .  

 

عودة