بدأت القصة
منذ طفولته التي قضاها مع أخوته الأربعة في حجرة واحدة في
شقة مشتركة مع عائلات أخرى و كان الأب يتعاطى الحشيش أمام
أولاده داخل هذه الحجرة و قد تعرض أولاده كثيرا للعنف من
قبله تارة بالضرب و الأهانة و تارة بالشتيمة و الصياح و
بخاصة في أوقات احتياجه للمخدرات أو حتى أثناء ما يسميه
لحظات النشوة و الفرح و لم يكن لدي هذا الأب أي حدود أو
قيود فكل شيء مباح له داخل هذه الحجرة حتى علاقته الخاصة
مع زوجته ليس هناك ما يمنع أن تكون علانية أمام أولاده .
و لكن مع
ظهور علامات البلوغ على الابن الأكبر اكتشف الوالد أن أبنه
دخل في مرحلة المراهقة فبدأ يقلق و يفكر لأن ذلك سوف يحد
من حريته داخل الغرفة و بدا الأب ناقما على هذا الابن
بالذات و عند رجوعه من العمل يفتعل أسبابا للخلاف معه و
يضربه ضربا مبرحا ليدفعه للهرب من البيت ليقضي الأب بقية
يومه في دفء البيت و أما الابن فيقضي ليله متسكعا في
الشوارع أو نائما على الأرصفة أو في الحدائق .
و برغم هذه
القسوة من الأب لم تكن الأم حكيمة في تصرفاتها مع ذلك
الابن المظلوم و لم تعالج الموقف بطريقة صحيحة بل اندفعت
في الاتجاه المضاد لتدليل الابن دون تقدير للموقف فكانت
السبب في اندفاعه للسقوط أكثر فأكثر فبعد خروج الأب صباحا
يعود الابن الى البيت ليجد من الأم تبريرا لكل تصرفاته
الخاطئة حتى حين سرق أموال أبيه و دخن الحشيش و أيضا داخل
الغرفة بل و حين تعدي على أخوته بعنف شديد لم تبد أي
أعتراض أو تزمر و لم توجه له نصيحة أو مشورة طيبة .
واذا حان
وقت رجوع الأب يسارع الابن بالهروب ليعود للشارع و يعيد
الكرة من جديد و هكذا صار يقضى وقته صباحا مع أمه التي
بدأت تدفعه لعمل أي شيء ليحصل على المال ليصرف على نفسه
بدلا من أن يطلب منها أما الليل فيقضيه هاربا من أبيه
صارفا هذا المال في تدخين السجائر التي تطورت إلى البانجو
و الحشيش ثم الأقراص المختلفة و هكذا تعاونت قسوة الأب و
تدليل الأم لتدفع الابن في طريق الهاوية و ذات ليله احتاج
فيها لبعض المال فحاول دخول بيت أحد جيرانه ليقوم بالسرقة
كعادته و لكنه سقط في أيديهم و اجتمعت عليه كل الحارة و
أوسعوه ضربا و أما والده فحين استيقظ على هذه الضوضاء و
اكتشف ما حدث صاح قائلا " اعملوا فيه اللي انتو عاوزينه "
و لكن أبناء الحارة كانوا أكثر رحمة من أبيه فقرروا تركه
و عدم تسليمه للشرطة حتى لا تتحطم حياته بدخوله السجن أما
هو فقد كانت هذه التجربة المريرة هى سبب خلاصه فقد بدأ منذ
ذلك الوقت يفكر في تغيير حياته و بدأ يبحث عن عمل مناسب له
ثم تردد للعلاج على العيادة الخارجية للمركز ليتخلص من
إدمانه وبعد فترة ليست طويلة انفصل عن بيته مستمرا في
متابعة العلاج و مستقلا بحياته بعيدا عن ضغوط أبيه و
إغراءات أمه .
عودة
|