الشخصية الغير ناضجة عاطفياً

هو شخص لم يبلغ حتى الآن الثلاثين من عمره و عندما تحدث عن نفسه قال : إن قصته بدأت منذ أن كان طالبا بالمرحلة الأعدادية حيث كان يعيش في حي شعبي ، ولم يجد على حد قوله تشجيعا لاستكمال دراسته و هو في نفس الوقت ليس لديه رغبة حقيقية في استكمال الدراسة فترك مدرسته ، و اتجه إلى العمل اليدوي و أختار أن يعمل في ورشة نجارة لأنها الأسهل حسب مفهومه و ليس فيها أوامر كثيرة مثل ورش السيارات ، و بعد فترة وجيزة بدأ في التدخين تقليدا لزملائه في الورشة و عندما أتضح لهم أنه سريع الانفعال قريب الغضب نصحوه باستعمال الكحوليات .

( الخمور ) و بخاصة أن لهم تجاربا" في هذا المجال ، حيث أنهم اعتادوا رائحة الكحول بحكم استعماله في دهانات الأخشاب و للأسف كان هذا مبررا كافيا له لتعاطي الخمور وبرغم أنهم عرفوه أيضا تدخين البانجو إلا أن ارتباطه بالخمور كان أكثر حيث كان يجد فيها مخرجا لانفعالاته الشديدة .

و تسببت سهولة انفعاله في سهولة انقياده لأصدقاء السوء ، و سرعان ما دخل في صداقات كثيرة مع أشخاص غير أسوياء أدخلوه  في خلافات كثيرة مع جيرانه بالمنزل وبالمنطقة ، و لما بدأ يجاري أصدقاءه أثناء التعاطي جره ذلك إلى السرقة و تراكمت عليه المشاكل من كل جهة و أدت به إلى مزيد من العنف حتى أنه في أحدي المرات تهجم على أبيه و أخيه محدثا بهم إصابات جسدية بالغة بعدها أحس بالندم الشديد لما فرط منه .

و لكن الغريب أن هذا العيب في شخصيته كان هو الدافع للتوقف يوم أن أحس بالندم الشديد على تصرفاته و الخوف الشديد أن يفقد نتيجة انفعالاته هذه الفتاة التي تعلق بها و كانت هذه هي البداية إلى طريق  العلاج .

ومن الطريف أنه بعد أن أنهي فترة العلاج ببيت التأهيل ذهب ليسأل عن الفتاة التي أحبها فعلم أنها قد ارتبطت بشخص آخر فحزن جدا وغضب و لكنه استطاع التغلب علي تلك المحنه سريعا حيث أنه اكتسب في بيت التأهيل خبرة كبيرة في كيفية التحكم في مشاعره و كيفية مواجهة الضغوط و المشكلات .

و بعد فترة بسيطة استطاع النجاح في عمله و تعرف علي أحدى الفتيات و تزوج منها و رزق منها بطفلين و مازال متوقفا حتى الآن

عودة