مقالات علمية ( تدخين التبغ )

 نبذه تاريخية

 

إن المتتبع لتاريخ التدخين يجد شيئا غريبا على مدى العصــور فقد شهــد التبغ مراحــل تاريخية عديـدة وكأنها جولات بين مؤيدين ومعارضين لاستخدامه فى البداية ثم حتى بعد أن استقـر رأى العـالم اجمــع على أضراره ومخاطره نجد أن معظم الدول تصرح به وتسمح ببنــاء مصانعـه وتستـورده ولنا تعليق على ذلك فى نهاية هذه النبذة التاريخيه

 تشير بعض المصادر التاريخية إلى أن الصينيين عرفوا زراعة التبـغ ودخنوا أوراقه وكذلك الهنود الحمر إلا أن عالمنا المعاصر لم يعرف زراعة التبغ واستعماله فى صناعة السجائر إلا فى القرن الخامس عشر مع بداية الاكتشافات الجغرافية ولنلقى نظرة تاريخيــة على هذا الماضى لعلهـــا تعطينــا فكـرة عن سرعة ومساحة انتشار هذا التبغ المدمر.

1492 شاهد إثنان من بحارة الرحالة الإيطالي كولومبس الهنود الحمر وهم يدخنـون التبــغ فى أنابيــب

طــويلــة من الطيـــن ذات قصــاع من النحـــاس تسمى توباكـــو ومنها أطلــق الاســـم على التبــــغ بالإنجليزية (Tobacco) )) وكذلك بالعربية (( طباق )) أو تبغ.

1512 قام احد بحـــارة كولومبس أيضـــا و يدعى رود ريجورى بنقل كمية من التبــغ و بذوره من أمريكـا

 المكتشفة حديثا إلى البرتغال.

1518 تمت زراعــة التبغ فى أسبانيا بواسطــة بعض مكتشفى أمريكــا الذين أيضا أحضروا معهم بعض

 البذور.

1558 نقل السير جــان نيكـوت (( سفير فرنسا فى البرتغال )) زراعة التبــغ إلى فرنسا0(( وتكريما له

سميت المادة الفعالة بالنيكوتين )).

1559 وصف نيكوت الخصـــائص الطبيــة للتبــغ وزرعـه هرنانديس الطبيب الشخصى للملك فيليب فى

أسبانيا.

1584 انتقلت زراعـــة واستعمــال التبــغ إلى انجلتــرا عن طريق السيـر ولتوريلى.

1589 نقـــل الأتـــراك إلى مصـــــر زراعــــة التبــــغ بعـــد الفتــح العـثـمـانى.

 1604 حذر الملك جيمس الأول ملك انجلترا الناس من أضرار التدخين على الرئتين.       

 1612 تعلم احد المستوطنين فى مدينة جيمس تاون بولاية فرجينيــا زراعة التبــــغ و صـدره إلى لندن فحقق أرباحـــا طائلــة ممــا شجــع كل سكــــان المستوطنــة على زراعتة وزاد أيضا استعماله بطريقة مذهلة حتى بلغ عدد مقاهى التدخين فى لندن وحـــدها ((عام 1614)) 7000 مقهى "وبعد ذلك  بدأت انجلتـــرا فى إرسال أفــواج من الشابــات الحسنوات ليصبحن زوجــات للقادرين من المستوطنين على دفع نفقات نقلهن بواقع مائة و عشرين رطلا من التبغ للواحدة".

  استعمل ملك انجلترا الشدة فى مكافحة استعمـال وشرب التبــغ ولكن ذلك لم يستمــر طويلا. 

 1626  نشر فرنسيس بيكون فى لندن أن المشاهير كانوا يدخنون التبــغ ويدعـون الناس إلى تدخينه.

1628 حــرم البـــابا أرخين الثالــــث بابا الكــاثـوليك دخــول الكنـــائس على كل من يستعمــل التبـــغ.

1632 أجاز المجلس التشريعى فى فرجينيا زيادة الحصــة التى يؤديها كل مستوطــن لرجال الكنيسـة

كضريبة عامة وكانت قبل ذلك عبارة عن عشرة أرطال من التبغ.

1642 أصــدر البــابا اوربان السابــع أمرا بابويــا يقضى بتحريم التدخيــن وفى نفس هذه الفتــرة فــرض

بعض الحكــام على رعاياهـم عقوبات على التدخين تتراوح بين السجــن والشنق وبتـر الرأس والتعذيب.

1652 صدر أمر بمنع زراعة التبغ فى انجلترا.

1810 احتكـــر محمـــد على باشــا زراعــة التبــغ فى مصـــر.

1840 قام الفرنسيون بلف التبغ داخل ورق رقيق (( السجائر)).

1850 قام الأنجليزى فليبس مورس بصنع السجائر يدويا وبيعها بالجملة.

1867 بدأ تصنيع التبغ آليا بواسطة دوق انجليزى وبعض اليهود البولنديين والروس.

1880 أدى تحسن نوعية ورق السجائر والميكنة إلى انخفاض أسعارها وانتشارها وتعاظم استهلاكها.

1890 صدر الأمـــر العالى بتحريـــم زراعــــة التبــغ فى القطـر المصرى وفرض ضرائب على استيراده.

1910 حـــرمت الولايات المتحـــدة مضــغ التبــــغ وبصقــه وبذلـــك زاد استهــــلاك السجــــائر أيضــا.

1938 نشـــر الدكتـــور بيرل اكتشـــافه القائل بان حيـــاة المدخنيـــن أقصـــر من حياة غير المدخنين.

1939 صنعت أول سيجارة كنج سايز فى أمريكا.

1950 أعلـــن الدكتـــور ايفرتر جراهــام (( رائد جراحة الصدر آنذاك )) أن سرطــان الرئـة يحـــدث فى

  المدخنين أكثر من غيرهم.

1954 ظهرت السجائر ذات الفلتر لأول مرة وذلك لتخفيف أضرار التدخين.

1954 درس الدكتور (( دورن )) عضـو المعهــــد الوطنى الأمريكى العلاقة بين التدخيـــن والسرطـــان.

1970 تم صناعة السجـــائر ذات نيكوتين وقطـران مخفف وذلك استجابة للضغوط التى بذلتها الجهــات الصحية وكمحاولة من الشركــات لإيهام المدخنين بان أضــرار هذه السجائـــر اخف كثيرا من غيرهــــا.

 

ومن الطريف تاريخيا أن  الهنود الحمر كانوا يحرقون التبغ فى المناسبات الدينية ولطرد الأرواح الشريرة وفى الاحتفالات وعند دفن الموتى والجدير بالذكر أيضــا أن التبغ استعمــل كعــلاج فى بعض الأوقــات الماضية فقد استعمل ورق الدخان بعد نقعه كمحلول للاستعمــال فى الحقن الشرجية وكذلك مضـغ الأوراق كمادة منشطة ومنبهة واستعملت أيضا كنشوق لتفتيح الرئتين والجهاز التنفسي واستعمـلـه أيضا الفرنسيون ((عن طريق التدخين)) لعلاج الصداع النصفي وكعلاج للزكام والقرح أيضــا واستعمله علية القوم على انه نوع من علامات الأناقة والرجولة.

وكما رأينا من هذا السرد التاريخي أن خلفيات موضوع تدخين التبغ كثيرة فهناك جهات منعــت زراعتــه ليس بفرض تقليل الضرر بل بقصد الحصول على ضرائب نتيجة استيراده وهناك جهات منعته أو إباحته لأسباب دينية وبعضها أنشأت المصــــانع الخاصـــة به لمكاسب مادية وهكذا اختلفت الأهـــداف وكان الضحية هو الإنسان.

وفى الوقت الحالى تمارس كل الهيئات الصحية فى العالم جهودا جبارة لإجبار شركات صناعة السجائر على الإعلان عن المواد المضافة للتبغ للتعــرف على أضــرارها وكذلك لكتابة التحذيــرات الكافيـة على علب السجائر ذاتها ولكن شركات صناعــة السجائر تكثف إعلاناتها وتوسع نشـاطها وترعى السبــاقات الرياضية فى دول العالم الثالث وبذلك بينما يقل استهلاك السجائر فى الدول المتقدمة يزداد استهلاك دول العالم الثالث لها.

 

عودة